اكاديمية الرياضيات الجزائرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اكاديمية الرياضيات الجزائرية دخول

descriptionدرس العلم المكي و المدني -علوم شرعية  Emptyدرس العلم المكي و المدني -علوم شرعية

more_horiz


علم المكي والمدني

1) تمهيد:

إنّ معرفة المكي والمدني من القرآن من أهمّ ما يستند إليه الباحث في معرفة أسلوب الدعوة، وألوان الخطاب، والتدرّج في الأحكام والتكاليف.

وفي هذا الضوء استعمل العلماء اصطلاح المكّي على قسم من القرآن الكريم، والمدني على قسم آخر منه.

2) معرفة المكي والمدني:

* ـ منهج سماعي: يستند إلى الرواية الصحيحة عن الصحابة والتابعين الذين عاصروا الوحي وشاهدوا نزوله، أو عن التابعين الذين تلقّوا عن الصحابة وسمعوا منهم كيفية النزول ومواقفه وأحداثه.

* ـ منهج قياسي اجتهادي: يستند إلى خصائص المكي وخصائص المدني، فإذا ورد في السورة المكية آية تحمل طابع التنزيل المدني أو تتضمّن شيئاً من حوادثه قالوا: إنها مدنية، وإذا ورد في السورة المدنية آية تحمل طابع التنزيل المكي، أو تتضمّن شيئاً من حوادثه قالوا: إنها مكية، وهذا قياسي اجتهادي، ولهذا نجدهم يقولون: كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية فهي مكية، وكل سورة فيها فريضة أو حدّ فهي مدنية.

3) تعريف المكي والمدني:

فيه ثلاثة آراء:

* ـ اعتبار زمن النزول: وهو القول المشهور. ويمتاز هذا القول بشمول تقسيمه جميع القرآن، ولا يخرج عنه شيء حتى كان عموم قولهم في المدني : (( ما نزل بعد الهجرة )) ، يشمل ما نزل بعد الهجرة في مكة نفسها في عام الفتح، أو عام حجة الوداع، مثل آية: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) سورة المائدة الآية 3، كما يشمل ما نزل بعد الهجرة خارج المدينة في سفر من الأسفار أو غزوة من الغزوات.

فالمكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة، والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة، فما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة أو عرفة فهو مدني، كالذي نزل عام الفتح، مثل قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) سورة النساء الآية 58، أو نزل في حجة الوداع كقوله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا ) سورة المائدة الآية 3.

* ـ اعتبار المخاطب:

أن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة، والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة، لأنّ الغالب على أهل مكة الكفر، فخوطبوا بـ: ( يا أَيُّها النَّاسُ )، وإن كان غيرهم داخلاً فيه، وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان، فخوطبوا بـ: ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا ) وإن كان غيرهم داخلاً فيه.

وهذا الضابط لا يطّرد ـ ينطبق ـ دائماً، لأنّ في سورة البقرة والنساء ـ وهما مدنيتان ـ خطاباً مكياًّ وهو : ( يا أَيُّها النَّاسُ ).

* ـ اعتبار مكان النزول:

أنّ المكي ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، والمدني ما نزل عليه بالمدينة، ويترتّب على هذا الرأي عدم ثنائية القسمة، فما نزل عليه بالأسفار ـ مثل سورة الأنفال، وسورة الفتح، وسورة الحج ـ لا يطلق عليه مكي ولا مدني وذلك مثل ما نزل عليه بِتَبُوك وبيت المقدس.

ويدخل في مكة ضواحيها، مِنًى وعرفات، والحُدَيْبِيَة، ويدخل في المدينة أيضاً ضواحيها: بَدْر، وأُحُد، وسَلْع.

وكذلك يترتب على هذا الرأي أنّ ما نزل بمكة بعد الهجرة يكون مكياً.

* ونستطيع تلخيص ما ذكرنا ونعتبره القول الراجع وهو:

ـ القرآن المكّي: هو ما نزل قبل الهجرة النبوية، وإن كان بغير مكّة المكرّمة.

ـ القرآن المدني: هو ما نزل بعد الهجرة النبوية وإن كان بغير المدينة المنوّرة.

4) أهمية علم المكي والمدني:

ـ علم المكي والمدني يعين الدارس على معرفة تاريخ التشريع والوقوف على سُنّة الله الحكيمة في تشريعه، بتقديم الأصول على الفروع، وترسيخ الأسس الفكرية والنفسية، ثم بناء الأحكام والأوامر والنواهي عليها، مما كان له الأثر الكبير في تلقي الدعوة الإسلامية بالقبول، ومن ثم الإذعان لأحكامها.

ـ الاستعانة بهذا العلم في تفسير القرآن وفهم معانيه.

ـ تذوق أساليب القرآن والاستفادة منها في أسلوب الدعوة.

ـ الوقوف على السيرة النبوية من خلال الآيات القرآنية.

5) منزلة المكي والمدني:

من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته، وترتيب ما نزل بمكة والمدينة، وما نزل بمكة وحكمه مدني، وما نزل بالمدينة وحكمه مكي، وما نزل بمكة في أهل المدينة، وما نزل بالمدينة في أهل مكة، وما يشبه نزول المكي في المدني، وما يشبه نزول المدني في المكي، والآيات المدنيات في السور المكية، و الآيات المكية في السور المدنية.

ـ عناية الصحابة بهذا العلم:

نجد أعلام الهدي من الصحابة والتابعين يضبطون منازل القرآن آية آية ضبطاً يحدد الزمان والمكان وهذا الضبط عماد قوي في تاريخ التشريع، فنرى ابن مسعود يقول: والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه.

ـ عناية التابعين:

نجد أيضاً الأعلام من التابعين الذين أخذوا عِلمهم من الصحابة يعتنون بهذا العلم عناية تامة، كيف لا وهم تلاميذ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا رجل يسأل عكرمة عن آية من القرآن، فيجيبه أنها نزلت في سفح ذلك الجبل وأشار إلى سَلْع.

ـ عناية العلماء :

اعتنى العلماء بتحقيق المكي والمدني عناية فائقة فتتبعوا القرآن آية آية وسورة سورة ترتيباً وفق نزولها حيث بذلوا جهداً كبيراً، وراعوا في ذلك الزمان والمكان والخطاب وهو تحديد دقيق يعطي صورة علمية في التحقيق لهذا العلم.

6) ضوابط و مميزات المكي والمدني:

ـ ضوابط المكي: * كل سورة فيها سجدة. * كل سورة فيها لفظ كلا. * كل سورة فيها ( يا أيها الناس ). * كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة. * كل سورة فيها قصة آدم وإبليس ما عدا البقرة. * كل سورة تفتح بحروف التهجي مثل: آلم، آلر، حم، ما عدا البقرة وآل عمران.

ـ مميزات المكي: * الدعوة إلى التوحيد وعبادة الله، وذكر القيامة والجنة والنار، ومجادلة المشركين. * فضح أعمال المشركين من سَفْك دماء، وأكل أموال اليتامى ، ووأد البنات. * قوة الألفاظ مع قصر الفواصل وإيجاز العبارة. * الإكثار من عرض قصص الأنبياء وتكذيب أقوامهم لهم للعبرة، والزجر، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.

ـ ضوابط المدني: * كل سورة فيها فريضة أو حدّ. * كل سورة فيها ذكر المنافقين. * كل سورة فيها مجادلة أهل الكتاب. * كل سورة تبدأ بـ (يا أيها الذين آمنوا ).

ـ مميزات المدني: * بيان العبادات والمعاملات، والحدود، والجهاد، والسِّلْم، والحرب، ونظام الأسرة، وقواعد الحكم، ووسائل التشريع. * مخاطبة أهل الكتاب ودعوتهم إلى الإسلام. * الكشف عن سلوك المنافقين وبيان خطرهم على الدين. * طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرر قواعد التشريع وأهدافه ومراميه.

7) عدد السور المكية والمدنية:

ـ السور المكية: اثنان وثمانون ( 82 ).

وهي: الأنعام، الأعراف، يونس، هود، يوسف، إبراهيم ، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، مريم، طه، الأنبياء، الحج، المؤمنون، الفرقان، الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة، سبأ، فاطر، يس، الصافات، ص، الزمر ، غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، ق، الذاريات، الطور، النجم، القمر، الواقعة، الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح، الجن، المزمل، المدثر، القيامة، الإنسان، المرسلات، النبأ، النازعات، عبس، التكوير، الانفطار، الانشقاق، البروج، الطارق، الأعلى، الغاشية، الفجر، البلد، الشمس، الليل، الضحى، الانشراح، التين، العلق، العاديات، القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الماعون، الكوثر، الكافرون، والمسد.

ـ السور المدنية: عشرون ( 20 )

وهي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، محمد، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الجمعة، المنافقون، الطلاق، التحريم، والنصر.

ـ السور المختلف فيها: اثنا عشر ( 12 ).

وهي: الفاتحة، الرعد، الرحمن، الصف، التغابن، المطففين، القدر، البينة، الزلزلة، الإخلاص، الفلق، والناس.

Cool المكي والمدني من السور على ترتيب النزول:

العلق، ن، المزمل، المدثر، الفاتحة، المسد، التكوير، الأعلى، الليل، الفجر، الضحى، الشرح، العصر، العاديات، الكوثر، التكاثر، الماعون، الكافرون، الفيل، الفلق، الناس، الإخلاص، النجم، عبس، القدر، الشمس، البروج، التين، قريش، القارعة، القيامة، الهمزة، المرسلات، ق، البلد، الطارق، القمر، ص، الأعراف، الجن، يس، الفرقان ، فاطر، مريم، طه، الواقعة، الشعراء، طس النمل، القصص، الإسراء ، يونس، هود، يوسف، الحجر، الأنعام، الصافات، لقمان، سبأ، الزمر، حم غافر، حم السجدة فصلت ، حم عسق الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، الذاريات، الغاشية، الكهف، النحل، نوح، إبراهيم، الأنبياء، المعارج، المؤمنين، السجدة، الطور، الملك، الحاقة، سأل المعارج، النبأ، النازعات، الانفطار، الانشقاق، الروم، العنكبوت، المطففين، البقرة، الأنفال، آل عمران، الأحزاب، الممتحنة، النساء، الزلزلة، الحديد، القتال محمد، الرعد، الرحمن، الإنسان، الطلاق، البينة، الحشر، النور، الحج، المنافقون، المجادلة، الحجرات، التحريم، التغابن، الصف، الجمعة، الفتح، المائدة، براءة، النصر.

descriptionدرس العلم المكي و المدني -علوم شرعية  Emptyرد: درس العلم المكي و المدني -علوم شرعية

more_horiz
شكراااااااااااااااااااااا
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى