= = =مضى رمضان ..... وكأنه حلم ليلة شاتية . ...!!!وهكذا سيمر العمر كله ... وسنجد أنفسنا في القبر .. بلا أعمال !!والله ليست لنا أعمال ... إنما هو فضل الله علينا ورحمته بنا .. وإلا فالهلاك .!

ماذا أعددنا لله جل جلاله !؟غدا .... سنسمع جميعا هذا النداء الرهيب : ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ) ؟؟؟قالوا : لبثنا يوما .... أو بعض يوم .. فسأل العادين .قال : إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون .. !!!!!!

مشهد رهيب والله ....مشهد تتزعزع له القلوب وأنت ترى الخلق كل الخلق .. ومنهم من عاش على هذه الأرض أكثر من ألف سنه ..... الكل يقول : إنما لبثنا على هذه الأرض : يوما أو بعض يوم ..!!بل سيقول كثيرون منهم : ما لبثنا سوى ساعة من نهار نتعارف بيننا !! طيب .. فماذا نقول نحن الذين ما لبثنا فيها سوى سنوات قليلة قصيرة

أين الشهوات التي كنا منغمسين فيها..؟!أين المتع التي كنا نتوهم أننا نتلذذ بها وفيها !؟أين اللذات التي نسينا بسببها ربنا سبحانه فلم نعمل له !؟أين حلاوة المعاصي التي كنا نتوهم أنها أحلى من كل شيء !؟أين ذهب كل ذلك ؟نتلفت فلا نرى بين ايدينا إلا الحسرات .. والندامة ...تمضي الأيام والليالي والأسابيع والشهور ونحن نتقلب في نعم الله تعالى .. وفي الوقت نفسه ننساه سبحانه ...

ننساه وهو ينادينا في ود : تعالوا كي أبدل سيئاتكم حسنات ... ونحن لا سمع ولا بصر بسبب الشهوات التي ننغمس فيها !!!ننساه وهو أقرب إلينا من حبل الوريد !!!!ننساه وهو ( المفروض ) أحب إلى قلوبنا من كل شيء في هذه الحياة !!!!ننساه وهو يستر علينا .. فلا يفضحنا بين خلقه .. وهو يرانا على المعصية .. ولا يفضحنا !!ننساه وهو لا يزال يرزقنا مع الأنفاس التي تتردد في صدرونا !!!ننساه وهو القادر على أن يبتلينا ببلاء يجعلنا معاقين طوال العمر !!!ننساه ونمضي في اللهو ومع الباطل ومع شهوات حقيرة نتلهى بها عنه !!!

فهل نحن عقلاء بالله عليك ؟؟؟؟ سبحان الله ... سبحانك يا رب ... ما أعظمك ! وما أحلمك !

لو أن إنسانا أعطانا مبلغا من المال ( لنقل مثلا : مائة ألف درهم ) .... فسنطير من الفرح شكرا له وحبا له واجلالا له وتقديرا لموقفه معنا !!!وسنظل نذكره في كل مكان بكل خير !!وسنلبي له طلباته منا ، حتى لو شقت على أنفسنا !!!فبالله عليك ... بالله عليك ..هل يمكن لأحد أن يستغني عن عينيه وسمعه ولسانه .. بمليون درهم !!!!!طيب فلماذا لا نذكر الله في كل وقت وكل حين !!؟لماذا لا نسارع إلى تلبية نداء الله سبحانه !!؟ لماذا تغلبنا الشهوات .. وتصرعنا أهواء نفوسنا في كل يوم مرات ومرات !!!؟لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ...!!!

والعجيب .. أننا مع تقصيرنا وكثرة إسرافنا في أمرنا .....نطمع في دخول الجنة مع النبيين والصديقين وكأن الجنة يدخلها الصالحون بمجرد الأماني إن الجنة تحتاج إلى عمل وجهد ومجاهدة لأهواء النفس أما الذين ينجرفون مع تيار شهوات نفوسهم .. :فهؤلاء يخشى عليهم أن تكون خاتمتهم مفزعة مخيفة غير سارة !!



الأيام تنقضي .. والليالي تطوى ... وكل يوم ونحن نتقدم ( رغم أنوفنا ) إلى القبر خطوات !!!!فيا ترى كيف سيكون حالنا في القبر المظلم !!؟؟كيف سيكون ذلك المكان الموحش المخيف ؟؟ هل سيتحول إلى روضة من رياض الجنة ؟أم سيصبح حفرة من حفر النااااااار ؟ وما اصعب النار يا إلهي الرحمة ..يا رب نرجوك أن ترحمنا وتغفر لنا وتلطف بنا وتعفو عنا



قال الشاعر : دقات قلب المرءِ قائلة له *** إن الحياة دقائق وثواني وما أروع ما قاله الحسن البصري رحمه الله يا ابن آدم ... إنما أنت ايام .... فإذا مضى يومك .. فقد مضى بعضك ..ويوشك أن يلحق البعض بالبعض الآخر !!

نعم .. أنت مجموعة ايام ..... لنفترض أنك مجموعة ايام على عدد ستين سنة ....وقد مضى من عمرك الآن ثلاثون سنة .... وبقي لك منها النصف !!!

معنى ذلك أن كل يوم ينطوي .. أنك تتقدم خطوة إلى القبر لتنزل فيه ....القبر بيت الظلمة ... بيت الدود ... بيت الخوف ... لكنه بالنسبة للإنسان الذي قضى عمره مع الله وبالله ولله ... :سيصبح بيت النعيم والبهجة والمسرة والفرح ...

أما نحن الذين آثرنا أن نقطع ساعاتنا في اللهو ... والتلهي .. وتضييع الأوقات في أمور لا تخدم الدين .. فيا ويلاه !!

خلقنا الله على هذه الأرض ... من أجل أن نقبل عليه بكلية قلوبنا ....فصرفنا هذه القلوب لتقبل على أهواء النفس نبحث عن الهوى ... فنركض خلفه ... ونتعلق بثيابه .. ونتمسح به ....ونضحك على أنفسنا أننا بخير !!!!نضحك على أنفسنا أننا أحسن من غيرنا !!!نضحك على أنفسنا أننا لا نفعل ما يفعله سوانا من .... ومن ... ومن ....!!!

ولو رجعنا إلى التربية النبوية لنرى كيف كان يربي محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه ....لعرفنا أننا نتوهم ..!!!

كان تربيته صلى الله عليه وسلم ترتكر على أمور، مع كل أحد ومنذ البداية ..منها : أن يكون متميزا في كل شيء .. وفي كل مكان ...ومع كل أحد .. وفي كل مجلس ... وبين أي مجموعة من الناس متميزا كأنه الشامة ..... يزين وجه الدنيا حيثما حل وارتحل ..!!

ومنها : أن يصبح داعية يحمل هم هذا الدين ... منذ أول لحطة يدخل فيها الإسلام ...فيصبح هم هذا الدين يملأ عليه كل حياته ...اينما كان .. وحيثما نزل .. ومع أي إنسان ...هم دعوة الله هو الهم الأول ...

فهل نحن كذلك ..!؟ كلا .. أكثرنا همه الأول شهواته .. أهواؤه الخاصة .. !! والانشغال بهوايات لا تسمن ولا تغني من جوع .. يقطع معها وفيها الساعات الطوال !!!أما هم الدين .. فهو آخر الهموم .... !!!بل كثيرون منا لا يفكرون أصلا في حمل هذا الهم وكأنهم معفيين عنه ...!! هيهات .. هيهات ... !

الحديث ذو شجون ... وله ذيول وفضول ..!!وهذه خواطر سقتها إلى شخص كنت أحاوره في هذه الليالي الأخيرة من شهر رمضان ...

ورأيت نفسي تأثرت بها وأنا أتابعها ، ثم وأنا أراجعها ..

فأحببت أن أسوقها إليكم لعل قلبا ينتفع بها .. ولعل روحا تستيقظ بسببها ...

اللهم علمنا ما ينفعنا ،، وانفعنا بما علمتنا ، وارضَ عنا ..اللهم آمين .. اللهم آمين ...

ولا تنسونا من صالح دعواتكم ..