السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لِمَن شكر، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كَرِهَ ذلك مَن أشرك به وكفر، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله سيّد البشر، الشافع المشفّع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
أيها الناس، فإنكم تشاهدون التلاميذ في هذه الأيام حريصين على أداء الاختبار على الوجه الذي ينجحون فيه وهم لا يلامون على هذا؛ لأن هذا من طبيعة البشر، كل إنسان يحب أن يتقدّم فيما ينفعه وهذا أمر مجبول عليه الناس، ولكنّنا نذكِّر التلاميذ ونذكِّركم أيضًا بالاستعداد للاختبار العظيم الذي تُختبرون به بعد موتكم .
أيها المسلمون، إن الإنسان إذا وُضِعَ في قبره وتولّى عنه أصحابُه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيُجلسانه فيسألنه عن ربه ودينه ونبيّه، فأما المؤمن - وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم - فإنه يقول: ربي الله ونبي محمد وديني الإسلام، اللهم ثبّتنا على ذلك يا رب العالمين، وأما المنافق فيقول والعياذ بالله، يقول: هَاه، هَاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، فيُضرب بِمرْزَبة - وهي: شيء يشبه المطرقة - بِمرْزَبة من حديد لو اجتمع عليها أهل مِنى ما أقلّوها، يُضرب بها ضربةً فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنس والجن .
أيها المسلمون، استعدّوا لهذا الاختبار واستعدوا للاختبار الآخر الذي يكون يوم القيامة﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [القصص: 62]،﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: 65]، استعدّوا لهذا الاختبار الثاني الذي يكون يوم القيامة في اليوم الموعود، في اليوم الذي يكون فيه الشاهد والمشهود .
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا الاستعداد لهذا ولهذا، وأن توفّقنا لِمَا فيه صلاحنا وفلاحنا في ديننا ودنيانا .
أيها المسلمون، إن الاستعداد لهذا الاختبار العظيم في القبر وفي يوم القيامة يكون بأداء الأمانة التي أوجب الله علينا بأن نقوم بطاعة ربنا وأن نقوم بِما يجب علينا من حقوق عباد الله؛ حتى نلقى الله - عزَّ وجل - ونحن على أحسن ما يكون إذا فعلنا ما يُرضي ربنا﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[يونس: 26] .
أيها المسلمون، إن الإنسان إذا قام بدين الله على ما يُرضي الله - عزَّ وجل - فإنه يحيا حياة طيّبة لا حياة أطيب منها؛ ولهذا قال بعض السلف: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف؛ لأن ما هم فيه انشراح صدر وطمأنينة قلب ونور في القلب ونور في الوجه وبصيرة في العلم،﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: 17] .
أيها المسلمون، أيها المؤمنون بالله ورسوله، أقيموا شعائر الله وقوموا بِما أوجب الله عليكم؛ حتى تفلحوا وتسعدوا في الدنيا والآخرة،﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97] .
أيها المؤمنون، لقد تأخرت الأمطار عنكم في هذا العام وما ذلك إلا بسبب الذنوب؛ لأن الله تعالى لا يؤاخذ الناس إلا بسبب ذنوبهم كما قال الله عزَّ وجل:﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الروم: 41]، وقال تعالى:﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[الأنفال: 25]، وقال الله تعالى مخاطبًا خير القرون في هذه الأمة:﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران: 165] .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد .
اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله[b]
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لِمَن شكر، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كَرِهَ ذلك مَن أشرك به وكفر، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله سيّد البشر، الشافع المشفّع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
أيها الناس، فإنكم تشاهدون التلاميذ في هذه الأيام حريصين على أداء الاختبار على الوجه الذي ينجحون فيه وهم لا يلامون على هذا؛ لأن هذا من طبيعة البشر، كل إنسان يحب أن يتقدّم فيما ينفعه وهذا أمر مجبول عليه الناس، ولكنّنا نذكِّر التلاميذ ونذكِّركم أيضًا بالاستعداد للاختبار العظيم الذي تُختبرون به بعد موتكم .
أيها المسلمون، إن الإنسان إذا وُضِعَ في قبره وتولّى عنه أصحابُه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيُجلسانه فيسألنه عن ربه ودينه ونبيّه، فأما المؤمن - وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم - فإنه يقول: ربي الله ونبي محمد وديني الإسلام، اللهم ثبّتنا على ذلك يا رب العالمين، وأما المنافق فيقول والعياذ بالله، يقول: هَاه، هَاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، فيُضرب بِمرْزَبة - وهي: شيء يشبه المطرقة - بِمرْزَبة من حديد لو اجتمع عليها أهل مِنى ما أقلّوها، يُضرب بها ضربةً فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنس والجن .
أيها المسلمون، استعدّوا لهذا الاختبار واستعدوا للاختبار الآخر الذي يكون يوم القيامة﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [القصص: 62]،﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: 65]، استعدّوا لهذا الاختبار الثاني الذي يكون يوم القيامة في اليوم الموعود، في اليوم الذي يكون فيه الشاهد والمشهود .
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا الاستعداد لهذا ولهذا، وأن توفّقنا لِمَا فيه صلاحنا وفلاحنا في ديننا ودنيانا .
أيها المسلمون، إن الاستعداد لهذا الاختبار العظيم في القبر وفي يوم القيامة يكون بأداء الأمانة التي أوجب الله علينا بأن نقوم بطاعة ربنا وأن نقوم بِما يجب علينا من حقوق عباد الله؛ حتى نلقى الله - عزَّ وجل - ونحن على أحسن ما يكون إذا فعلنا ما يُرضي ربنا﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[يونس: 26] .
أيها المسلمون، إن الإنسان إذا قام بدين الله على ما يُرضي الله - عزَّ وجل - فإنه يحيا حياة طيّبة لا حياة أطيب منها؛ ولهذا قال بعض السلف: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف؛ لأن ما هم فيه انشراح صدر وطمأنينة قلب ونور في القلب ونور في الوجه وبصيرة في العلم،﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: 17] .
أيها المسلمون، أيها المؤمنون بالله ورسوله، أقيموا شعائر الله وقوموا بِما أوجب الله عليكم؛ حتى تفلحوا وتسعدوا في الدنيا والآخرة،﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97] .
أيها المؤمنون، لقد تأخرت الأمطار عنكم في هذا العام وما ذلك إلا بسبب الذنوب؛ لأن الله تعالى لا يؤاخذ الناس إلا بسبب ذنوبهم كما قال الله عزَّ وجل:﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الروم: 41]، وقال تعالى:﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[الأنفال: 25]، وقال الله تعالى مخاطبًا خير القرون في هذه الأمة:﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران: 165] .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد .
اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله[b]