اكاديمية الرياضيات الجزائرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اكاديمية الرياضيات الجزائرية دخول

description إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا Empty إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا

more_horiz
إنَّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى ، وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلم أنَّ ربه يسمعه ويراه .

أيها المؤمنون عباد الله : الصلاة ميزان الإيمان ، وعلى حسب إيمان العبد تكون صلاته وتتِمُّ وتكمُل ؛ ومن ذلكم عباد الله أداؤها في أوقاتها المحدَّدة وساعاتها المعيَّنة ، قال الله تبارك وتعالى :{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[النساء:103] . وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا )) .

ودخول الوقت - عباد الله - شرطٌ لوجوب الصلاة وشرطٌ لصحتها ؛ فلا تجب الصلاة إلا بدخوله ، ولا تصح إلا بدخوله ، وهي - أيها المؤمنون - أوقاتٌ عظيمة مباركة جاءت الإشارة إليها في مواضع من كتاب الله ، وجاءت مبيَّنةً في سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية بياناً وافيا وتناقلها المسلون عنه وتلقَّوها منه صلوات الله وسلامه عليه.

قال الله تعالى في سورة الإسراء :{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78)}، وقال الله تعالى في سورة الروم :{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)} ، وروى أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أَمَّنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ ؛ فَصَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ وَكَانَتْ قَدْرَ الشِّرَاكِ، وَصَلَّى بِيَ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ ، وَصَلَّى بِيَ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ، وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ ، وَصَلَّى بِيَ الْفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ صَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ ، وَصَلَّى بِي الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَيْهِ ، وَصَلَّى بِيَ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ، وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ ، وَصَلَّى بِيَ الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ . ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ ، وَالْوَقْتُ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ»)) . وهي - أيها المؤمنون- أوقات بيِّنة واضحة ظاهرة معلومة للحاضر والباد ، وحين دخولُ هذه الأوقات يُرفع بالنداء إليها في مساجد المسلمين ويُنادى «حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح » .

وتأمل قول جبريل عليه السلام في هذا الحديث (( هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ )) ؛ وبه يُعلم أن هذه الأوقات الخمسة للصلوات أوقات للصلوات عند النبيين من قبل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، مما يدل على عظم مكانة هذه الأوقات ورفيع شأنها ، وأنها أوقاتٌ يستيقظ فيها النائم ، ويتوقف العامل ، ويتِّجه الجميع إلى بيوت الله تبارك وتعالى لأداء هذه الصلوات في أوقاتها المحددة المعيَّنة .

أيها المؤمنون عباد الله : ومن إضاعة الصلاة تفويت أوقاتها وعدم أدائها في أوقاتها ، قال الله تبارك وتعالى:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }[مريم:59] ؛ قرأ عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى هذه الآية ثم قال : « لم تكن إضاعتهم تركها ولكن أضاعوا الوقت » . وقال الله تبارك وتعالى{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }[الماعون:4-5] ؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما «الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها » .

عباد الله : إن تأخير الصلاة عن وقتها أمرٌ جِدُّ خطير وهو من دلائل رقة الدين ، وقد جاءت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة إنذاراً للعباد وتحذيراً لهم من إضاعة أوقات الصلوات والمقام يطول بذكر هذه الأحاديث ؛ ومن ذلكم عباد الله : ما رواه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ فَاتَتْهُ الْعَصْرُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ)) أي :كأنما انتُزع منه أهله وماله فبقي بلا أهل ولا مال ، أي فليحذر من تفويتها وإضاعتها حذره على ماله وأهله من الضياع والذهاب . وروى مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا)) ، والأحاديث في هذا الباب كثيرةٌ عباد الله .

أيها المؤمنون : كيف شأننا مع هذه الصلاة ؟ وما مدى محافظتنا على أوقاتها ؟ لنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله ، ولنزِن أعمالنا قبل أن توزن يوم لقاه ، ولنعلم أنَّ أول أمرٍ نسأل عنه يوم القيامة هذه الصلاة ؛ فمن حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة .



عباد الله : إننا نعيش هذه الأيام شهراً فاضلا ؛ ألا وهو شهر الله المحرم ، وهو شهرٌ يستحب من الإكثار من الصيام فيه ، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا ((أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ )). ويوم العاشر منه جاء في فضله ثواب عظيم وأجر جزيل ، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)) .

وينبغي للمسلم أن يصوم يوماً قبل هذا اليوم مع يوم عاشوراء مخالفةً لليهود لما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذُكر له أن اليهود يعظِّمونه ويصومونه ، فقال عليه الصلاة والسلام : ((لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)) أي مع العاشر . ويومنا هذا هو اليوم التاسع من شهر الله المحرم ؛ فمن صام هذا اليوم فليصُم معه العاشر اغتناماً لهذا الأجر العظيم والثواب الجزيل ، ومن لم يصم اليوم فليصم العاشر وهو يوم الغد تحرياً لهذا الثواب العظيم وليصُم يوماً بعده مخالفةً لليهود .

اللهم يا ربنا وفقنا لاغتنام الأوقات الفاضلة والمواسم الثمينة بما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال.

وصلُّوا وسلِّموا رعاكم الله على محمد ابن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال :{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[الأحزاب:56] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) .

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد . وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبي بكرٍ الصدِّيق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذي النورين ، وأبي الحسنين علي ، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .



اختكم في الله سميرة

description إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا Emptyرد: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا

more_horiz
شكرا لك اختي علي جديدك ومواضيعك المفيدة وجعلها الله في ميزان حسناتكflower

description إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا Emptyرد: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا

more_horiz
بااارك الله فييك على الموضووع القيم و جعله في ميزاان حسناااتك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى